بعد نصف ساعة نفذ محلول ‘جمال’، فأزالت ‘توليب’ الأنبوب وأغلقت غطاء الكانيولا بإحكام..
‘توليب’ :- بالشفاء إن شاء الله !!
‘جمال’ :- الله يسلمك يا بنتي. يلا خلونا نمشي !!
‘توليب’ :- طيب ارتاح شوية بعد المحلول، وبعدها هساعدك تقوم من سريرك !!
‘جمال’ :- لا متشكر خليكي مرتاحة، أنا أقدر أقوم وحدي !!
‘توليب’ بابتسامة :- ليه ؟!!
‘جمال’ :- مش عايز أتعب معايا ست جميلة !!
‘توليب’:- وامبارح مش أنا اللي ساعدتك ؟!!
‘جمال’ :- أيوة لأني امبارح كنت تعبان قوي والنهارده أنا كويس. هاتي لي بس البالطو وتعالي لبسيني !!
أخذت ‘توليب’ المعطف والبسته ‘جمال’ واخرجت لسانها من خلفه لأثارة غيظ ‘زهراء’. ابتسمت ‘زهراء’ على مزاحها وأحضرت الكرسي لـ‘جمال’. فرح ‘جمال’ بقرب ‘زهراء’ وجلس على كرسيه..
نزل الجميع إلى الحديقة وأختاروا الجلوس على طاولة تحت ظل شجرة كبيرة..
‘زهراء’ :- بسم الله ما شاء الله الفندق بتاعك جميل جداً وحديقته زي الجنة بأشجارها وورودها !!
‘جمال’ :- الفندق والحديقة والقرية السياحية من تصميم ‘عبد الحميد’ !!
شعرت ‘توليب’ بالفخر بإنجازات ‘عبد الحميد’ وابتسمت بسعادة. رأى ‘جمال’ ‘توليب’ تبتسم ففكر أن يسألها..
‘جمال’ :- ‘أمل’ ؟!!
‘توليب’ :- نعم ؟!!
‘جمال’ :- أنتي متجوزة ؟!!
‘توليب’ - بإرتباك - :- لا !!
‘جمال’ :- طب مخطوبة أو مرتبطة بحد ؟!!
‘توليب’ :- لا لا !!
‘جمال’ - باستغراب - :- ممكن أسألك ليه ؟
‘توليب’ - مازحة - :- ماحدش جاء يخطبني !!
‘جمال’ :- هههههه أكيد دول “عميان”. في حد يسيب واحدة حلوة زيك !!
تألمت ‘توليب’ من كلمة “عميان” والتزمت الصمت، فتدخلت ‘زهراء’ سريعاً بعد أن رأت التغير في وجه ‘توليب’..
‘زهراء’ :- القسمة والنصيب. محدش يقدر يعترض على حكمة ربنا !!
‘جمال’ :- ونعم بالله عندك حق، محدش يقدر يختار نصيبه. وأنتي يا بنتي أحمدي ربنا أنه ماجالكيش نصيب خايب زي نصيب ‘عبد الحميد’ في المرتين !!
‘توليب’ :- إيه تقصد ؟!!
‘جمال’ :- مسكين ‘عبد الحميد’ أول مرة اتجوز بنتي وهي بغرورها ضيعت حبه ليها. ودلوقتي اتجوز عليها واحدة محدش يقبل يبص ناحيتها !!
‘زهراء’ - بسرعة - :- الجو هنا منعش يج..!!
‘توليب’ - مقاطعة - :- مالها مراته الثانية ؟!!
‘جمال’ :- زعلت عليه قوي لما شفت أنه ندمان على جوازه الجديد. كان فاكر أنه لو تجوز واحدة مش حلوة فدا هيخلي ‘نرجس’ تبطل غرور وهترجع تهتم بيه من غيرتها عليه !!
‘زهراء’ :- مش محتاج تحكيلنا بكل دا، إحنا نعرفه من ‘حنان’ !!
‘جمال’ :- مسكينة مراته الثانية. صعبت عليا لما عرفت أنها مابتشوفش كويس وبتمشي برجل واحدة قصيرة !!
شعرت 'توليب' بالعرق يتجمع على جبينها وحاولت التنفس ببطء من خلال فمها حتى تتمكن من السيطرة على نفسها وتتماسك لتمنع دموعها من السقوط..
‘توليب’ :- يعني الكل عارف بقصة عمى عينها وقصر رجلها ؟!!
‘جمال’ :- اه ‘عبد الحميد’ قالنا بكل حاجة عنها حتى ببشاعة صورتها ودلوقتي هو ناوي يطلقها !!
سقط قلب ‘توليب’ تحت قدميها واحست بوخز بارد يقرص في جميع أنحاء جسدها..
‘توليب’ - بخوف - :- هو قالك إنه هيطلقها ؟!!
‘جمال’ :- لا، هو ماقاليش صراحة أنه هيطلق، لكن أنا عرفت لما قالي أنه حاسس بأن حياته تلخبطت من وقت ما تجوزها، وهيطلب من أخته تشوف له صرفه معاها !!
‘زهراء’ :- طب يلا نقوم أنا عايزة..!!
‘توليب’ - مقاطعة بقهر - :- وهو ليه حاسس بأن حياته تلخبطت وهو مش هيعيش معاها ولا حتى هيشوفها؟ يعني هو مش حاسس بذنب أن حياتها هتتعقد بعد ما يطلقها !!
‘جمال’ :- وليه هتتعقد حياتها وهي محدش كان هيوافق يتجوز منها أصلاً ؟!!
‘توليب’ :- لأنها كانت عايشة راضية بنصيبها، ودلوقتي هتاخذ لقب مطلقة بعد ما يطلقها. هو شايف طلاقه منها حاجة عادية !!
‘جمال’ :- عندك حق، وفي الحقيقة أنا حبيتها من غير ما أشوفها لما عرفت بقصتها مع والدها وإزاي عاشت تخدمه !!
التفت ‘جمال’ إلى ‘زهراء’..
‘جمال’ :- هو ‘عبد الحميد’ قالك على أسمها؟ نفسي أعرفه ؟!!
‘زهراء’ :- هو ماقاليش لكن عرفته من ‘حنان’ لأنها صديقتها !!
‘جمال’ :- اسمها إيه ؟!!
‘زهراء’ :- اسمها ‘توليب عبد الصبور’ !!
‘جمال’ :- ‘توليب’. يا سلااام اسم جميل جداً. عارفين معنى “توليب”؟ هو اسم ورد يرمز للحب الأبدي. حب العائلة. الأمل. حب الإنسانية. يعني على حسب لونه يتغير معناه. ومراتي غلطت لما سمت بنتنا “نرجس” لأنه زهر يرمز للغرور. الانانية. حب الذات. يقتل أي نبات يطلع جنبه وينافسه. وللأسف أخذت بنتي نصيبها من اسم الزهر دا !!
‘زهراء’ :- ربنا يهدي بنتك !!
‘توليب’ :- ‘زهراء’ يلا نمشي أنا حاسة ببرد !!
‘زهراء’ :- طيب بعد إذنك ممكن نمشي أو تحب نساعدك ترجع لأوضتك !!
‘جمال’ :- لا لا أنا عندي ‘أكرم’. تحبوا اتصل بسواق عربيتي يجي يوصلكم قصدي لأن ‘أمل’ تعبانة !!
‘زهراء’ :- لا متشكرين إحنا عايزين نمشي ونشوف المناظر الجميلة في طريقنا ونرجع الدم لـ ‘أمل’ قصدي لأنها حاسة ببرد. يلا يا ‘أمل’ قومي، وربنا يشفيك ويقومك بالسلامة. نهارك سعيد !!
‘جمال’ :- مع السلامة وخلوا بالكم من نفسكم !!
نهضت ‘توليب’ وهي في حالة صدمة شديدة..
لم تشعر في حياتها بمثل هذة الصدمة..
༺༻